مقاربة الطب الوظيفي لمتلازمة تكيّس المبايض (PCOS) 🌿

randa Alsir
Oct 27
2 min read

Updated: Nov 1

تُعدّ متلازمة تكيّس المبايض واحدة من أكثر الاضطرابات الهرمونية شيوعًا بين النساء في سن الإنجاب، وتؤثر في الدورة الشهرية، والخصوبة، والطاقة، والمزاج، والوزن.لكن في الطب الوظيفي، لا يُنظر إلى تكيس المبايض كـ “خلل في المبايض فقط”، بل كـ اضطراب شامل في نظام الجسم بأكمله — حيث تتداخل الهرمونات، وسكر الدم، والالتهاب، وصحة الأمعاء، ونمط الحياة.

🌸 ما هو منظور الطب الوظيفي؟

الطب الوظيفي لا يركّز على “العرض” فقط (مثل عدم انتظام الدورة أو زيادة الشعر أو حب الشباب)، بل يسعى إلى فهم السبب الجذري وراء الاختلال.فكل امرأة تعاني من متلازمة تكيس المبايض لأسباب مختلفة، منها:

مقاومة الإنسولين
الالتهاب المزمن منخفض الدرجة
التوتر وارتفاع الكورتيزول
خلل في ميكروبيوم الأمعاء
التعرض للسموم البيئية (Endocrine disruptors)
اضطرابات الغدة الدرقية أو الكظرية

من هنا، يعتمد العلاج على إعادة التوازن للجسم ككل بدلًا من الاكتفاء بتنظيم الدورة بالهرمونات أو الأدوية المثبطة.

🥦 1. التغذية العلاجية كأساس الشفاء

الغذاء في الطب الوظيفي هو “الدواء الأول”.يُستخدم لتصحيح اختلال الإنسولين، وتخفيف الالتهاب، ودعم الكبد والهرمونات.

المبادئ الأساسية:

تقليل السكريات والكربوهيدرات المكررة (لتخفيف مقاومة الإنسولين).
تناول وجبات متوازنة تحتوي على بروتين، دهون صحية، وألياف في كل وجبة.
التركيز على الخضروات الورقية، البروكلي، والقرنبيط لدعم الكبد في تكسير الإستروجين الزائد.
إضافة أطعمة غنية بالمغنيسيوم، الزنك، وأوميغا-3 مثل المكسرات، وبذور الكتان، والأسماك.
شرب الماء الكافي وتقليل الكافيين والمشروبات الغازية.

🧘‍♀️ 2. إدارة التوتر والكورتيزول

التوتر المزمن يرفع الكورتيزول، مما يزيد من مقاومة الإنسولين ويُخلّ بتوازن الهرمونات الجنسية.الطب الوظيفي يعتبر تنظيم الجهاز العصبي جزءًا أساسيًا من العلاج من خلال:

التنفس العميق أو التأمل اليومي.
المشي الهادئ أو اليوغا.
النوم الكافي (7–9 ساعات).
تقليل الالتزامات المرهقة.

💪 3. الحركة الواعية والرياضة

النشاط البدني المنتظم يحسّن من حساسية الإنسولين ويقلل الالتهاب.لكن في المقابل، التمارين العنيفة والمفرطة قد ترفع الكورتيزول وتزيد الأعراض سوءًا.لذا يُنصح بـ:

تمارين معتدلة مثل المشي، البيلاتس، والسباحة.
تمارين مقاومة مرتين إلى ثلاث مرات أسبوعيًا لبناء العضلات وتحسين التمثيل الغذائي.

🌿 4. دعم الكبد والأمعاء

الكبد هو العضو المسؤول عن تكسير الهرمونات الزائدة وإزالتها.ولتحفيز وظيفته:

أكثري من الأطعمة الكبريتية (الثوم، البصل، الكرنب).
استخدمي الأعشاب الداعمة للكبد مثل الكركم وحليب الشوك (Milk thistle).أما صحة الأمعاء فتلعب دورًا في امتصاص المغذيات وتوازن الإستروجين، لذا من المهم دعمها بـ:
البروبيوتيك والأطعمة المخمّرة (كاللبن الطبيعي والكيمتشي).
تجنّب الأطعمة المسببة للحساسية أو الالتهاب المزمن مثل الغلوتين أو منتجات الألبان (حسب الحالة الفردية).

💧 5. تقليل السموم البيئية

المواد الكيميائية المعطلة للغدد الصماء (EDCs) تُضعف الهرمونات وتؤثر في المبايض.لذلك يُنصح بـ:

استخدام عبوات زجاجية بدل البلاستيكية.
اختيار منتجات تنظيف وعناية طبيعية خالية من البارابين والفثالات.
استخدام فلتر مياه لتقليل الملوثات.

🩺 6. الفحوصات الشخصية الدقيقة

الطب الوظيفي يعتمد على التحليل المتعمق وليس على التشخيص السطحي.تشمل التحاليل الشائعة:

مستوى الإنسولين الصائم وHbA1c
الهرمونات الجنسية (الإستروجين، البروجسترون، التستوستيرون)
فيتامين D، الزنك، المغنيسيوم
تحليل الغدة الدرقية الكامل
تحليل بكتيريا الأمعاء أو التسريب المعوي

تُساعد هذه الفحوصات على تصميم خطة علاج شخصية ومتكاملة.

✨ الخلاصة

في منظور الطب الوظيفي، متلازمة تكيس المبايض ليست “تشخيصًا ثابتًا”، بل إشارة من الجسم لخلل في النظام الداخلي.بإعادة التوازن بين التغذية، الحركة، النوم، والتوتر — يمكن للجسم أن يستعيد وظائفه الطبيعية تدريجيًا دون اعتماد دائم على الأدوية.